طلاق على النت الثالثه وعشرون

الحلقة الثالثه وعشرون

  

ذهبت شروق في اليوم التالي الى العمل واستقبلها رائد بابتسامة عريضة

رائد : ازيك يا بشمهندسة

شروق وهي تتحاشى النظر الى رائد ثم قالت : الحمد لله انا تمام عامل أنت أيه يا بشمهندس

رائد بابتسامة هادئة : انا كويس الحمد لله

ثم ساد الصمت لبضع دقائق

قطع هذا الصمت صوت موبايل رائد نظر رائد الى الرقم ولكنه يعرف هذا الرقم ولكن لا يتذكر لمن

رد رائد بعد ذلك على الموبايل

رائد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشخص بصوت ضعيف : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ازيك يا رائد

رائد وهو يحاول ان يتذكر هذا الصوت فهو يعلمه جيدا : الله يسلمك مين معايا

الشخص بحزن : للدرجة ديه نستني ومش على بالك

رائد وكأنه عرف المتصل : هند

هند وهي تبتلع ريقها بصعوبة : أيوة هند يا رائد

رائد بصوت هادىء : ازيك يا هند

هند بصوت باكي مكتوم : أنا تعبانه أوي يا رائد

رائد بصوت متأثر : ليه كده يا هند

هند ببكاء : أنا عايزه أقابلك يا رائد أرجوك عايزاك ضروري

رائد وهو يأخذ نفس عميق : حاضر يا هند العشره اللي كانت بينا تحتم عليا أني ما أرفض لكيش طلب

هند وقد بدأت أن تهدء من بكائها : متشكرة أوي يا رائد نتقابل أمتى

رائد : نتقابل في كافتريا .... الساعة 2 بعد شغلي علطول

هند بشيء من الفرح : خلاص يا رائد وأنا هستناك من دلوقت

رائد : طيب يا هند هسيبك أنا علشان الشغل

هند : أتفضل يا رائد مع السلامة

رائد : الله يسلمك

أغلق رائد الموبايل وهو في دنيا أخرى لماذا تريده هند ولماذا فكرت به بعد مرور عام كامل على طلاقهم

ثم تنفس بعمق وأخرج تنهيدة كبيرة وهو يقول أما نشوف أخرتها أيه معاكي يا هند يا معذباني

أستفاق رائد من شروده على صوت شروق وهي تقول : مالك يا بشمهندس مش معانا خالص

ابتسم رائد : معلش أصل سرحت شوية في حاجة

شروق بابتسامة رقيقة : أصل صلاح الساعي كان بيقول لحضرتك لو عايز تشرب حاجة

رائد : اه والله كنت عايز فنجان قهوة مظبوطة

شروق : خلاص أنا هطلبهولك بنفسي

أبتسم رائد ثم قام من مكانه وجلس في المقعد الذي أمام مكتب شروق ثم قال : أنتي ما فكرتيش لسه في موضوعنا

شروق بصوت ضعيف : أنا أسفة يا بشمهندس أنا كتب كتابي الجمعة الجاية

رائد بصدمة : أيه

شروق وهي تنظر في أتجاه بعيد عن رائد : ده اللي حصل ظهر في حياتي تاني بعد ما كنت بحسب أني نسيته بمجرد ظهوره أتجددتت المشاعر في قلبي من جديد غصب عني ما عرفتش أختار غيره

رائد بضيق : هو مين ده

شروق وهي تنظر لرائد بحرج : عمرو عمرو بن عمي كان خطيبي قبل ما أجوز رامي وكنا بنحب بعض جدا بس حصل خلافات خلتنا نسيب بعض بس هو ما نسنيش وأنا كمان ما نستوش

ثم قالت بحزن : صدقني يا بشمهندس أنا اللي منغص عليا فرحتي أنت وشخص كمان كان نفسي تبقوا فرحانيين والله بتمنالكم كل الخير والسعادة وأن ربنا يرزقكم بزوجات صالحة

رائد وهو ينظر بعيد ثم قال بصوت حزين : ألف مبروك يا بشمهندسة ما دام أنتي سعيدة يبقى أنا كمان سعيد أنا وعدتك بكده وعمري ما هخلف وعدي معاكي وما تزعليش نفسك بسببي ربنا كريم أنا وأنتي تعبنه وأتظلمنا في حياتنا وربنا هيعوضنا أكيد أن شاء الله

بس ما تزعليش مني لو ما قدرتش أحضر الفرح

شروق بنبرة حزينة : مش زعلانة أنا عمري ما أزعل منك يا رائد

يبتسم رائد نصف أبتسامة وهو يقول : ألف مبروك لتاني مرة يا بشمهندسة

شروق وهي تخفض نظرها لأسفل : الله يبارك فيك عقبالك

رائد وهو ينظر لها بعمق ثم قال : أن شاء الله

شروق سرحت مع نفسها آه يا شروق ما كل ذلك الآلم الذي يشعر به قلبك تجاه رائد ثم قالت في سرها يا رب أسعده وريح قلبه يا رب ثم تذكرت مازن وقالت هو مازن يا رب أسعدهم وريح قلبهم

كتبت شروق الأستقالة وطلعت بها الى مكتب مازن لكي تقدمها

دقت شروق على باب مكتب مازن حتى جاء صوته وهو يقول : أتفضل

دخلت شروق على مازن وما ان رآها مازن حتى شقت الأبتسامة شفتيه

شروق بابتسامة هادئة : أزيك يا بشمهندس

مازن بابتسامة عريضة : كويس بعد ما شفتك عاملة أيه

شروق بتوتر : أنا الحمد لله بخير بشمهندس أنا أنا ع..ايزة

مازن بخضه: مالك يا شروق أنا حاسس أنك عايزة تقولي حاجة ومكسوفة قولي ما يهمكيش

شروق بتوتر أكبر : أنا عايزة أققدم أستقالتي

مازن بصدمة : ليه يا شروق أنا ما حاولتش أضايقك تاني ويا ستي لو ...

قاطعته شروق وهي تقول : لا لا يا بشمهندس والله أنت ما ضيقتنيش تاني

مازن بتعب : أمال عايزة تستقيلي ليه

شروق وهي تتحاشى النظر لمازن : أصل أصل كتب كتابي الجمعة الجاية

لم ينطق بعدها مازن وظل صامت الى أن قال بصوت حزين وضعيف : على مين رائد صح

شروق بسرعة : لا

نظر لها مازن بقوة ثم قال : أمال مين

شروق وهي تتنحنح : عمرو بن عمي

مازن بذهول : بن عمك وكان فين من زمان

شروق بسرعة : هو كان خطبني قبل رامي وكنا كنا بنحب بعض بس حصل مشاكل خلت الجواز ما يتمش وهو ما أتجوزش بسببي وبيحبني من صغرنا أنا بحترمك أوي يا بشمهندس وصدقني ما كنتش هلاقي أحسن منك أرتبط بيه بس عمرو ده هو اللي كنت بتمناه طول عمري بمعنى أصح أنا حلم حياته وهو حلم حياتي أنا بتمنالك كل خير والسعادة من كل قلبي

مازن بنبرة حزينة: يا بخته بجد يا بخته بحبك ليه بس والله أنا 

أتمنالك السعادة بس كان نفسي تبقي ليا بس قدر الله وما شاء فعل

مازن وهو يحاول أن يبتسم : ألف مبروك يا بشمهندسة ربنا يتمملك على خير

شروق بنصف أبتسامة : الله يبارك فيك وأنت أكيد معزوم

مازن بسرعة : لا أرجوكي أعذريني لآني مش هقدر أجي

شروق بصوت ضعيف : أكيد عذراك يا بشمهندس عنئذنك

ينظر لها مازن نظرة مطولة وكأنه يودع شروق حلم حياته لآخر مرة ثم ينطق أخيرا : مع السلامة يا أجمل فترة في حياتي

شروق بنبرة أقرب للبكاء : الله يسلمك

ثم خرجت مسرعة من مكتب مازن وهي تشعر بالآلم يعتصر قلبها

يتبع