الحلقة التاسعة
جلس رائد في العمل وهو لا يكاد يركز في عمله من كثر تفكيره في شروق لقد غرق في بحر حبها وهو لا يشعر بنفسه
اخذ يحدث نفسه بدون وعي منه
رائد لنفسه : مالك يا رائد حالك أتقلب من ساعة ما شوفتها مع انك كنت مجوز قبل كده وما صدقت تخلص من مراتك وتطلقها والحمد لله طلعت منها من غير عيال وكرهت الجواز وسنينه بسببها
ثم انتبه لنفسه وقال : اشمعنى شروق يا رائد مش قادر تتحكم في مشاعرك قدمها
بتحس معاها بأحاسيس جميلة ما حستهاش مع طليقتك
فوق لنفسك يا رائد مش أنت كنت بتقول عمري ما هفكر في الجواز تاني
ثم قال لنفسه بس شروق حاجة تانية خطفت قلبي خطفت قلبك يا رائد اللي ما حدش قدر يخطفه
ومن ساعة ما عرفت ظروفها الاجتماعية وسمعتها وهي بتتكلم مع نهى وهي خطفت قلبك اكتر واكتر
ثم تنهد تنهيدة كبيرة وهو يقول اعمل ايه فيكي يا شروق قلبي مش في أيدي مش قادر أقول غير أني
بحبك يا شروق بحبك أوي أوي ونفسي تسمعي دقات قلبي ونبضه اللي بينبض لأول مرة بالحب من ساعة ما شافك
ثم امسك برأسه من شدة التفكير واخرج تنهيدة كبيرة كادت أن تسمعها شروق ونهى
ثم قال اعمل أيه غصب عني بحبك يا شروق والله بحبك
بس لو تديني فرصة اشرحلك هتفهمي اللي بحس بيه من ناحيتك
والله عايزك على سنة الله ورسوله ثم نظر لها نظرة تحمل كل ما يكنه في قلبه ناحيتها
نظرة تحمل الحب والدفء والحنان والشوق
ونظرة تحمل العتاب لرفضها سماعه
ونظرة تحمل الخوف من أن ترفضه
قطع تفكير رائد صوت صلاح الساعي وهو يقول : الطلبات كلها جبتها يا بشمهندس أي أوامر تانية
رائد بابتسامة : لا شكرا يا صلاح ما اتحرمش منك حطها قدام المهندسة شروق والمهندسة نهى
وأتفضل أنت
صلاح : حاضر من عنيا يا بشمهندس
وهم صلاح بالخروج غير ان شروق استوقفته وهي تقول
شروق : استنى يا صلاح
صلاح : تحت أمرك يا بشمهندسة
شروق : حساب الطلبات ديه كام
صلاح وهو ينظر إلى رائد بحذر : الحساب كله يساوي...
ثم قطع كلام صلاح صوت رائد الذي أتى بصوت عالي جدا : صلاح روح أنت شوف شغلك
صلاح بسرعة : حاضر يا بشمهندس
رائد بزعل : بقى كده يا بشمهندسة أنا والله زعلت أنا اللي طلبت الطلبات وعزمكم أنتي والمهندسة نهى بقى كده تكسفيني
شروق وهي تتنحنح ثم قالت : مش قصدي يا بشمهندس وأنا ما قصدتش ازعلك بس لو أنا ما حساب تش على الطلبات مش هاكل
رائد بحزن وألم شديد يملأ وجهه : أنتي كده بتزعليني وتكسفيني لتاني مرة
ثم نظر لها نظرة تحمل الترجي بالموافقة :ارجوكي اقبلي مني العزومة البسيطة ديه وأنا يا ستي يبقى ليا عندك عزومة بالله عليكي ما تكسفيني
نظرت شروق إلى نهى والتي كانت تهز لها رأسها بالموافقة على عزومة رائد
شروق باستسلام : خلاص يا بشمهندس أنا هقبل عزومتك المرة ديه وليك عندي عزومة ومتشكرة أوي على الأكل والعصير
تهلل وجه رائد وابتسم ابتسامة واسعة وكأن الحياة رجعت إلى وجهه من جديد ثم قال : أنا متشكر أوي أوي يا بشمهندسه بجد متشكر انك قبلتي عزومتي
ثم قال بمرح : وأنا منتظر منك العزومة بتاعتك
شروق : ان شاء الله قريب جدا
رائد وهو يمرر أصابعه في شعره : وأنا منتظرها
انتهى العمل وذهبت شروق لتركب سيارتها وانطلقت مسرعة إلى منزلها وهي تشعر بإجهاد شديد من كثرة العمل
دخلت شروق المنزل وسلمت على أبوها وأمها وتوضأت وصلت العصر واتغدت ثم دخلت لكي تنام وترتاح قليلا
وما ان وضعت برأسها على الوسادة حتى رن الموبايل فنظرت في التليفون فوجدت المتصلة هي سلمى
شروق : والله وحشاني
سلمى : يا بكاشة لو ما سألتش ما تسأليش أنتي
شروق : والله يا سلمى في ضغط جامد اليومين دول في الشغل ومشغولة جدا
سلمى : ربنا يوفقك يارب يا شوشو أنتي تستهلي كل خير يا حبيبتي
بقلك ايه يا شوشو
شروق : ايوة يا حبيبتي في حاجة
سلمى : آه أنا كنت عايزة انزل أتمشى واشتري حبة حاجات ايه رأيك ننزل النهاردة بالليل أنا وأنتي نتفسح ونفك عن نفسنا شوية
شروق : خلاص ماشي بس خليها بكرة علشان أنا النهاردة تعبانة من الشغل أنا هستأذن بابا أني اخرج وأنا عارفة انه هيوافق وهيفرح كمان لأنه ما بيصدق أني اخرج و أتفسح شوية وهعدي عليكي بالعربية وننزل نجيب اللي أحنا عايزنه وكمان نتمشى شوية على الكورنيش ونشم حبة هوا نضاف وبالمرة نأكل حمص الشام
سلمى بضحك : ههههههههه ده أنتي شكلك نوية على تقيل اققولك وبالمرة نأكل درة مشوي
شروق بضحكه اكبر : ههههههههههههههه أنا برده اللي ناويه على تقيل خلاص نتقابل بالليل هعدي عليكي الساعة سابعة تكوني جاهزة
سلمى : خلاص ماشي يا قمر هستناكي يلا سلام
شروق : الله يسلمك
أغلقت شروق الهاتف مع سلمى ثم غطت في نوم عميق تريح به جسدها المتعب
يتبع