الحلقه الرابعه عشر
جلست شروق في منزلها ما يقرب من أسبوع بعد أن خرجت من المستشفى وبعد أن أعطاها مازن أجازة كي تستريح وكانت نهى تتصل بها لكي تطمئن عليها بعد أن علمت ما حدث لها
كان رائد في تلك الفترة ينظر إلى مكان شروق الخالي أمامه وهو يشعر بحزن وكآبه دفينة تجتاح قلبه
شعر رائد أن حب شروق قد وصل في قلبه من الحد ما وصل
كان قد قلق عليها بشدة وأخيرا اخذ رقم موبايلها من الشؤون واتصل بها لكي يطمئن عليها
رن هاتف شروق فنظرت شروق فوجدت الرقم غريب ففكرت أن ممكن احد من أصدقائها يتصل عليها من رقم جديد ردت شروق على المتصل وهي تقول : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
المتصل : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته اذيك يا بشمهندسة شروق
شروق باستغراب : مين معايا
المتصل : انا رائد
شروق بذهول : رائد قصدي المهندس رائد
ابتسم رائد رغما عنه عندما سمع اسمه من شروق بدون أي تكاليف ثم قال : ايوة انا أسف لو كنت بتصل بيكي لكن انا حبيت اطمن عليكي وعلى صحتك
شروق : لا انا الحمد لله يا بشمهندس وشكرا على اطمئنانك بس أنت جبت رقمي من أين
رائد : من الشؤون ثم قال بنبرة حانية أصل أنا بجد كنت قلقان عليكي وما قدرتش استنا اكتر من كده
شروق بتوتر : متشكرة يا بشمهندس تعبتك معايا
رائد بنبرة حب : صدقيني انتي ما تعرفيش انا بعزك أد أيه يا بشمهندسه
شروق بسرعة : طب انا مضطرة اقفل دلوقت
رائد بسرعة : طب قبل ما تقفلي كنت عايز اعرف هتنزلي الشغل امتى
شروق : أن شاء الله بكرة
رائد بفرحه ملئت وجهه وصوته : والله ده الشركة كلها هتنور
شروق : متشكرة أوي معلش مضطرة اقفل يا بشمهندس
رائد : ولا يهمك انا كنت عايز اطمن بس عليكي
شروق : الله يخليك مع السلامة
رائد : الله يسلمك
أغلقت شروق الهاتف وهي تشعر بضيق من مكالمة رائد التي لا يخلو حديثه من الجرأة
بينما أغلق رائد الهاتف وهو يقبله بحب شديد وهو يقول أخيرا موبايلك أتشرف برقمها يا رائد وسمع صوتها وكمان هتشوفها بكرة يا فرحة قلبك يا رائد
أما مازن فكان يشعر بفراغ في الشركة بأكملها كان كل فترة يتصل على السكر تريه لكي يطمئن هل جاءت شروق أم لا وكانوا يقولوا أنها ما زالت في أجازتها وأنها اتصلت وأخبرتهم أنها ستأتي في بداية الأسبوع القادم
فكانت تزوره شروق في أحلامه وهو متزوجها وفي منزلهم وهو يريد ألا يستفيق من هذه الأحلام السعيدة التي تمنى أنها تصبح حقيقة
في اليوم التالي ذهبت شروق إلى العمل وهي تشعر بأنها استرجعت جزء من عافيتها
أول ما دخلت شروق المكتب وجدت بوكيه ورد كبير فنظرت في الكارت فوجدت أن المكتوب عليه اسم رائد ومكتوب على الكارت
ما لقتش أجمل من الورد أقدمه لأجمل وردة في شركتنا على رجوعها بالسلامة
ألف حمد الله على السلامة يااجمل وردة فى الدنيا
قرأت شروق الكارت وهي مستغربة من تصرفات رائد التي تزيد يوما بعد يوم
شعرت أن رائد يحبها بصدق ولكنها أغلقت قلبها وكان السبب رامي
ثم قالت في سرها : وبعدين معاك يا رائد سيبني في حالي بقى نفسي كلكم تفهموا ان قلبي أتقفل خلاص وما حدش هيقدر يفتحه تاني
دخل بعد ذلك رائد إلى المكتب فوجد شروق فلم يستطيع ان يخبئ الفرحة التي ظهرت على وجهه
رائد بفرحه كبيرة : أيه ده وأنا اققول نور الشركة زاد بشكل رهيب اتاري البشمهندسة شروق نورت الشركة كلها
شروق بنصف ابتسامة : متشكرة أوي يا بشمهندس مش للدرجة ديه ومتشكرة أوي على بوكيه الورد
رائد بنبرة صادقة : والله ديه قليله يا بشمهندسة أنا كنت حاسس ان الشركة كلها مضلمة وحاسس أني في غربة وبوكيه الورد ده اققل حاجه ممكن اقدر أقدمها ليكي
شروق ترمق رائد وسرعان ما أزاحت عينها عنه عندما نظر لها نظرة توحي كل ما كان يشعر به رائد في غيابها
أراد رائد ان يصرخ ويقول لها أد أيه غيابها تعبه
أد أيه بيحبها
أد أيه ما كانش عارف ينام من كتر التفكير فيها
واد أيه هي وحشاه ولكن كانت تلك النظرة كافيه ان تعبر عن ما يشعر به رائد تجاه شروق
ساد الصمت ولكن نظرات رائد لشروق التي توحي بالكثير لم تقطع أراد لو انه ينظر أليها العمر كله ويأخذها في حضنه ويذهب بها إلى مكان بعيد عن أعين الناس حتى لا يراها أحدا غيره
قطع ذلك الصمت صوت نهى التي ما ان رأت شروق حتى أخذتها بالحضن وقبلتها بشدة
نهى بفرحه : حبيبتي يا شوشو أيه ده المكتب نور والله
شروق بابتسامة : متشكرة أوي يا نونا والله وحشتيني
نهى وهي تهز رأسها : لا لا لا مش اكتر مني أنتي اللي وحشتيني أوي
يقطع حديثهم رائد وهو يقول : والله البشمهندسة وحشتنا كلنا
نهى : معاك حق يا بشمهندس والله ده البشمهندس كان كل شوية يسألني عنك ويطمن عليكي
تنظر شروق إلى رائد نظرة خاطفة ثم ترجع نظرها إلى نهى وهي تقول : بصراحة البشمهندس رائد هو اللي أنقذني ووداني المستشفى وأنا مش نسيا له الجميل ده أبدا
رائد بنظرة حب عارمة لم يستطع ان يخبأها بعد كلمات شروق وكأن قلبه يرقص فرحا ثم قال بنبرة حانية : ما تقوليش كده يا بشمهندسه والله لو كنت أطول افديكي بعمري ما كنتش أترددت أبدا
لم تعرف ماذا تجيب شروق على رائد ولكنها جاءت لترد فوجدت مازن يقف على باب المكتب وعلامات الغضب على وجهه
مازن بشيء من الغضب : حمد الله على السلامة يا بشمهندسه أنا جيت مخصوص علشان اققولك حمد الله على السلامة بعد ما عرفت انك جيتي من السكرتارية أنا كنت بحسبك هترتاحي اكتر من كده بس الحمد لله على سلامتك
شروق بتوتر : الله يسلمك يا بشمهندس متشكرة أوي انك تعبت نفسك وجيت لحد هنا بنفسك
رمقها مازن بنظرة عتاب ثم قال : سبق وقلت انك غالية عندنا أوي ومهما ما أقول مش هوصفلك أد أيه أنتي غالية عندنا
شروق بخدود محمرة : ربنا يخليك يا بشمهندس
مازن : لو سمحتي يا بشمهندسه أول ما تلاقي نفسك مرتاحة تشرفيني في مكتبي
شروق بسرعة : أنا الحمد لله كويسه ثواني واحصل حضرتك
مازن بابتسامة : وأنا منتظرك
يتبع