الحلقة الثالثة
دخلت شروق إلى المنزل فوجدت أمها بانتظارهم
سعاد : حمد الله على السلامة يا محمد أنت وشروق
محمد وهو يجلس ثم قال بصوت يملؤه التعب : الله يسلمك يا سعاد
شروق : الله يسلمك يا ماما
سعاد بلهفة: عملتي أيه يا حبيبتي في المحكمة
شروق وهي ترجع برأسها على احد المقاعد لترتاح من الصداع الذي يسيطر على رأسها: أتأجلت تلت شهور
سعاد وهي تضرب على صدرها بقوة : أيه تلت شهور تاني مش كفاية اجلوها كام جلسة قبل كده
محمد وهو ينظر إلى سعاد نظرة تفهم منها أن لا تتحدث بهذه الطريقة أمام شروق ثم قال : وبعدين يا أم شروق كلها كام شهر وشروق يتحكم لها وتطلق منه وثانياً إحنا راضين باللي ربنا كاتبه
سعاد : ونعما بالله يا محمد ما تزعليش نفسك يا حبيبتي إن شاء الله ربنا يخلصك منه على خير
شروق بحزن : إن شاء الله يا ماما ربنا يسهلها من عنده ثم قامت من مكانها وقالت طب مش عايزين مني حاجة أنا هدخل أريح شوية لأني تعبانه وما نمتش كويس من أنبارح
سعاد : لا يا حبيبتي ادخلي نامي عقبال ما الغدا يجهز واصحيكِ علشان تتغدي
شروق بتعب : ماشي يا ماما تصبحوا على خير
سعاد ومحمد: وأنت من أهله يا حبيبتي
دخلت شروق إلى غرفتها وألقت بجسدها المهلك على السرير وحاولت أنها تنام ولكن هيهات فقد عادت إلى ذكرياتها المؤلمة من جديد
تذكرت حينما حدثت أول مشكلة بينها وبين رامي في الأسبوع الأول من زواجهم
رامي : وبعدين معاكِ يا شروق
شروق: أيه يا حبيبي أنا عملت أيه
رامي : كل ده وعملتي أيه
شروق : طب عرفني علشان ما اعملش كده تاني
رامي بغضب: المفروض تعرفي من نفسك
شروق بضيق: في ايه يا رامي ما تقول وخلصني
رامي : هقلك يا هانم عملتي ايه بقالي ساعة بنادي عليكِ وأنت مشغلة المكنسة تنضفي ومش سمعاني
شروق وهي تفتح عينيها على وسع وتقول : أنت أكيد بتهزر صح
رامي : بهزر ايه لا طبعا بكلم بجد
شروق باستغراب : رامي أنت كل الزعيق ده علشان مشغلة المكنسة وبكنس الشقة وانضفها لان ممكن أي حد يجيلنا أحنا لسه عرسان وألا نسيت
رامي بعصبية : لا ما نستش بس مش معقول ابقى نايم وحضرتك مشغلة المكنسة وأنا بنادي ولا انتِ هنا
شروق باندهاش : أنا كنت بنضف الصالة وقفله عليك باب القوضة علشان ما تسمعش صوت المكنسة وعلى العموم أنا آسفة يارامي
دخل رامي إلى الحمام ليأخذ دش ثم خرج فوجد شروق في القوضة تنظفها فأحتضنها من الخلف وهو يقول : لسه الجميل زعلان
شروق وهي تلتفت ليصير وجهها مقابل وجهه : لا مش زعلانة بس بجد مفيش حاجة مستاهلة للزعيق ده كله
رامي وهو يقبل يدها : حقك عليا يا حبيبتي بس لما قمت ما لقتكيش جامبي أضيقت كان نفسي أول ما أقوم اققوم على وشك الجميل ده لسه زعلانة
ابتسمت شروق وهي تقول : لا خلاص مش زعلانة ممكن تسبني بقى ارتب السرير
رامي : لألا انتِ هتعملي ايه سيبي السرير زي ما هو أصل كنت عايز أقلك كلمة عليه
ابتسمت شروق ابتسامة واسعة وهي تقول : أنت كلامك كتر اليومين دول خففه شوية لتتعب
رامي : أصل أنا بموت من الكلام اللي من النوع ده
استفاقت شروق من شرودها على دمعة نزلت من عيناها دون أن تشعر وهي تقول هنساك يا رامي والله لانساك وأبيعك زي ما بعتني
ثم شعرت بتعب وإجهاد شديد ثم نامت على أثرها نوم عميق لم تفق منه إلا على صوت مها أختها
مها : شروق قومي يا شروق العصر أذن
شروق : ايه ده مها أزيك يا حبيبتي وحشاني
مها : انتِ اللي وحشاني يا حبيبتي قومي يلا العصر أذن قومي صلي علشان ماما بتقلي اصحيكِ تصلي علشان نتغدا
شروق وهي تقوم : آه يا مها حاسة بصداع فظيع
مها : ألف سلامة عليكِ يا حبيبتي قومي اتوضي كده وهتلاقي نفسك بقيتي زي الحصان
شروق : ايوة والله عندك حق أما أقوم اتوضا واصلي ألا يوسف فين
مها : مع ماما بره أل ايه بيحضر معاها الأكل كأن الواد شيف متخرج من أكاديمية الطبخ وهو لسه ما كملش خمس سنين
شروق : براحته يا مها ده حبيبي يعمل اللي عايزه
مها : ما هو دلعكم ده اللي فسده عليا
شروق : شكلك هتعطليني بالكلام أما أقوم أصلي وبعدين نكمل كلام ماشي
مها: ماشي
يتبع